سورة الأعراف - تفسير تفسير الشوكاني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


قوله: {واتخذ قَوْمُ موسى مِن بَعْدِهِ} أي من بعد خروجه إلى الطور {مِنْ حُلِيّهِمْ} متعلق ب {اتخذ} أو بمحذوف وقع حالاً، و{من} للتبعيض، أو للابتداء، أو للبيان. والحلي جمع حلى. وقرأ أهل المدينة وأهل البصرة {من حُلِّيهم} بضم الحاء وتشديد الياء. وقرأ أهل الكوفة إلا عاصماً بكسر الحاء. وقرأ يعقوب بفتح الحاء وتخفيف الياء. قال النحاس: جمع حَلْيٍ وحُليٍ وحِلِى مثل ثدي وثدي وثدي، والأصل حلوى أدغمت الواو في الياء، فانكسرت اللام لمجاورتها الياء، وتكسر الحاء لكسرة اللام وضمها على الأصل. وأضيفت الحلي إليهم وإن كانت لغيرهم؛ لأن الإضافة تجوز لأدنى ملابسة، و{عِجْلاً} مفعول {اتخذ}. وقيل: هو بمعنى التصيير، فيتعدى إلى مفعولين ثانيهما محذوف: أي اتخذوا عجلاً إلهاً. و{جَسَداً} بدل من عجلاً. وقيل وصف له. والخوار الصياح. يقال خار يخور خوراً إذا صاح. وكذلك خار يخار خواراً. ونسب اتخاذ العجل إلى القوم جميعاً، مع أنه اتخذه السامريّ وحده، لكونه واحداً منهم، وهم راضون بفعله.
روي أنه لما وعد موسى قومه ثلاثين ليلة فأبطأ عليهم في العشر المزيدة، قال السامري لبني إسرائيل وكان مطاعاً فيهم: إن معكم حلياً من حلي آل فرعون الذي استعرتموه منهم لتتزينوا به في العيد، وخرجتم وهو معكم، وقد أغرق الله أهله من القبط، فهاتوها، فدفعوها إليه، فاتخذ منها العجل المذكور.
قوله: {أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلّمُهُمْ} الاستفهام للتقريع والتوبيخ، أي ألم يعتبروا بأن هذا الذي اتخذوه إلهاً لا يقدر على تكليمهم، فضلاً عن أن يقدر على جلب نفع لهم، أو دفع ضرّ عنهم. {وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً} أي طريقاً واضحة يسلكونها {اتخذوه وَكَانُواْ ظالمين} أي اتخذوه إلهاً {وَكَانُواْ ظالمين} لأنفسهم في اتخاذه، أو في كل شيء. ومن جملة ذلك هذا الاتخاذ.
قوله: {وَلَمَّا سُقِطَ فَى أَيْدِيهِمْ} أي ندموا وتحيروا بعد عود موسى من الميقات، يقال للنادم المتحير قد سقط في يده. قال الأخفش: يقال سقط في يده وأسقط. ومن قال: {سقط في أيديهم} على البناء للفاعل، فالمعنى عنده: سقط الندم. وأصله أن من شأن من اشتدّ ندمه وحسرته أن يعضّ يده غماً، فتصير يده مسقوطاً فيها، لأن فاه قد وقع فيها.
وقال الأزهري والزجاج والنحاس وغيرهم: معنى {سقط في أيديهم} أي في قلوبهم وأنفسهم، كما يقال: حصل في يده مكروه، وإن كان محالاً أن يكون في اليد تشبيهاً لما يحصل في القلب والنفس بما يحصل في اليد، لأن مباشرة الأشياء في الغالب باليد، قال الله تعالى: {ذلك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [الحج: 10] وأيضاً الندم وإن حلّ القلب، فأثره يظهر في البدن، لأن النادم يعضّ يده، ويضرب إحدى يديه على الأخرى، قال الله تعالى: {فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا} [الكهف: 42] ومنه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] أي: من الندم. وأيضاً النادم يضع ذقنه في يده.
{وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ} معطوف على {سقط}: أي تبينوا أنهم قد ضلوا باتخاذهم العجل، وأنهم قد ابتلوا بمعصية الله سبحانه: {قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا} قرأ حمزة والكسائي بالفوقية في الفعلين جميعاً. وقرأ الباقون بالتحتية، واللام للقسم، وجوابه: {لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين} وفي هذا الكلام منهم ما يفيد الاستغاثة بالله والتضرع والابتهال في السؤال. وسيأتي في سورة طه إن شاء الله ما يدل على أن هذا الكلام المحكي عنهم هنا وقع بعد رجوع موسى. وإنما قدم هنا على رجوعه لقصد حكاية ما صدر عنهم من القول والفعل في موضع واحد. قوله: {وَلَمَّا رَجَعَ موسى إلى قَوْمِهِ غضبان أَسِفًا} هذا بيان لما وقع من موسى بعد رجوعه. وانتصاب غضبان وأسفا على الحال، والأسف شديد الغضب. قيل هو منزلة وراء الغضب أشدّ منه، وهو أسف وأسيف وأسفان وأسوف، قال ابن جرير الطبري: أخبره الله قبل رجوعه بأنهم قد فتنوا، فلذلك رجع وهو غضبان أسفاً.
{قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِى مِن بَعْدِى} هذا ذمّ من موسى لقومه، أي بئس العمل ما عملتموه من بعدي، أي من بعد غيبتي عنكم، يقال خلفه بخير وخلفه بشرّ، استنكر عليهم ما فعلوه، وذمهم لكونهم قد شاهدوا من الآيات ما يوجب بعضه الانزجار والإيمان بالله وحده، ولكن هذا شأن بني إسرائيل في تلوّن حالهم واضطراب أفعالهم. ثم قال منكراً عليهم {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبّكُمْ} والعجلة. التقدّم بالشيء قبل وقته، يقال عجلت الشيء سبقته، وأعجلت الرجل حملته على العجلة، والمعنى: أعجلتم عن انتظار أمر ربكم؟ أي ميعاده الذي وعدنيه، وهو الأربعون ففعلتم ما فعلتم. وقيل معناه: تعجلتم سخط ربكم. وقيل معناه: أعجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتيكم أمر ربكم.
{وَأَلْقَى الألواح} أي طرحها لما اعتراه من شدّة الغضب والأسف، حين أشرف على قومه، وهم عاكفون على عبادة العجل.
قوله: {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} أي أخذ برأس أخيه هارون، أو بشعر رأسه حال كونه يجرّه إليه فعل به ذلك لكونه لم ينكر على السامريّ، ولا غيره ما رآه من عبادة بني إسرائيل للعجل، فقال: هارون معتذراً منه {ابن أُمَّ إِنَّ القوم استضعفونى وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى} أي إني لم أطق تغيير ما فعلوه لهذين الأمرين، استضعافهم لي، ومقاربتهم لقتلي. وإنما قال: {ابن أمّ} مع كونه أخاه من أبيه وأمه، لأنها كلمة لين وعطف، ولأنها كانت كما قيل مؤمنة.
وقال الزجاج: قيل كان هارون أخا موسى لأمه لا لأبيه. قرئ: {ابن أمّ} بفتح الميم تشبيهاً له بخمسة عشر، فصار كقولك يا خمسة عشر أقبلوا.
وقال الكسائي والفراء وأبو عبيد: إن الفتح على تقدير يابن أما.
وقال البصريون هذا القول خطأ. لأن الألف خفيفة لا تحذف، ولكن جعل الاسمين اسماً واحداً كخمسة عشر، واختاره الزجاج والنحاس. وأما من قرأ بكسر الميم، فهو على تقدير ابن أمي، ثم حذفت الياء وأبقيت الكسرة، لتدل عليها.
وقال الأخفش وأبو حاتم: ابن أمّ بالكسر، كما تقول يا غلام أقبل وهي لغة شاذة والقراءة بها بعيدة. وإنما هذا فيما يكون مضافاً إليك. وقرئ: {ابن أمي} بإثبات الياء.
قوله: {يَقْتُلُونَنِى فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الأعداء} الشماتة: السرور من الأعداء بما يصيب من يعادونه مع المصائب، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء، ودرك الشقاء، وجهد البلاء، وشماتة الأعداء» وهو في الصحيح. ومنه قول الشاعر:
إذا ما الدهر جرّ على أناس *** كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا *** سيلقى الشامتون كما لقينا
والمعنى: لا تفعل بي ما يكون سبباً للشماتة منهم. وقرأ مجاهد ومالك بن دينار {فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الأعداء} بفتح حرف المضارعة، وفتح الميم، ورفع الأعداء على أن الفعل مسند إليهم، أي لا يكون ذلك منهم لفعل تفعله بي.
وروي عن مجاهد أنه قرأ: {تُشْمِتْ} كما تقدّم عنه مع نصب الأعداء. قال ابن جني: والمعنى فلا تشمت بي أنت يا ربّ، وجاز هذا كما في قوله: {الله يَسْتَهْزِئ بِهِمْ} [البقرة: 15] ونحوه، ثم عاد إلى المراد فأضمر فعلاً نصب به الأعداء، كأنه قال: ولا تشمت يا ربّ بي الأعداء، وما أبعد هذه القراءة عن الصواب، وأبعد تأويلها عن وجوه الإعراب.
قوله: {وَلاَ تَجْعَلْنِى مَعَ القوم الظالمين} أي: لا تجعلني بغضبك عليّ في عداد القوم الظالمين، يعني الذين عبدوا العجل، أو لا تعتقد أني منهم.
قوله: {قَالَ رَبّ اغفر لِي وَلأَخِي} هذا كلام مستأنف جواب سؤال مقدّر، كأنه قيل: فماذا قال موسى بعد كلام هارون هذا؟ فقيل: {قَالَ رَبّ اغفر لِى وَلأَخِي} طلب المغفرة له أوّلاً، ولأخيه ثانياً، ليزيل عن أخيه ما خافه من الشماتة، فكأنه تذمم مما فعله بأخيه، وأظهر أنه لا وجه له، وطلب المغفرة من الله مما فرط منه في جانبه، ثم طلب المغفرة لأخيه إن كان قد وقع منه تقصير فيما يجب عليه من الإنكار عليهم وتغيير ما وقع منهم، ثم طلب إدخاله وإدخال أخيه في رحمة الله التي وسعت كل شيء، فهو {أَرْحَمُ الرحمين}.
وقد أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن مجاهد، في قوله: {واتخذ قَوْمُ موسى} الآية، قال: حين دفنوها ألقى عليها السامري قبضة من تراب أثر فرس جبريل عليه السلام.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة، في الآية قال: استعاروا حلياً من آل فرعون، فجمعه السامري فصاغ منه {عِجْلاً} فجعله {جَسَداً} لحماً ودماً {لَّهُ خُوَارٌ}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة، في قوله: {خُوَارٌ} قال: الصوت.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك قال: خار العجل خورة لم يئن، ألم تر أن الله قال: {أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلّمُهُمْ}.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس، في قوله: {سُقِطَ فَى أَيْدِيهِمْ} قال: ندموا.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ من طرق، عن ابن عباس {أَسَفاً} قال: حزينا.
وأخرج أبو الشيخ، عن أبي الدرداء، قال: الأسف منزلة وراء الغضب أشدّ من ذلك.
وأخرج عبد بن حميد، عن محمد بن كعب، قال: الأسف الغضب الشديد.
وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن ابن عباس، قال: لما ألقى موسى الألواح تكسرت فرفعت إلا سدسها.
وأخرج أبو الشيخ عنه قال: رفع الله منها ستة أسباعها وبقي سبع.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن مجاهد، أو سعيد بن جبير، قال: لما ألقاها موسى ذهب التفصيل وبقي الهدى.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج، قال: كانت تسعة رفع منها لوحان وبقي سبعة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد، في قوله: {وَلاَ تَجْعَلْنِى مَعَ القوم الظالمين} قال: مع أصحاب العجل.


الغضب ما نزل بهم من العقوبة في الدنيا بقتل أنفسهم، وما سينزل بهم في الآخرة من العذاب، والذلة هي التي ضربها الله عليهم بقوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة} [البقرة: 61]. وقيل: هي إخراجهم من ديارهم. وقيل: هي الجزية، وفيه نظر لأنها لم تؤخذ منهم، وإنما أخذت من ذراريَهم. والأولى أن يقيد الغضب والذلة بالدنيا، لقوله: {فِي الحياة الدنيا} وأن ذلك مختص بالمتخذين للعجل إلهاً، لا لمن بعدهم من ذراريهم. ومجرّد ما أمروا به من قتل أنفسهم هو غضب من الله عليهم، وبه يصيرون أذلاء. وكذلك خروجهم من ديارهم هو من غضب الله عليهم، وبه يصبرون أذلاء. وأما ما نال ذراريهم من الذلة فلا يصحّ تفسير ما في الآية به إلا إذا تعذر حمل الآية على المعنى الحقيقي، وهو لم يتعذر هنا {وكذلك نَجْزِى المفترين} أي: مثل ما فعلنا بهؤلاء نفعل بالمفترين. والافتراء الكذب، فمن افترى على الله سيناله من الله غضب وذلة في الحياة الدنيا. وإن لم يكن بنفس ما عوقب به هؤلاء، بل المراد ما يصدق عليه أنه من غضب الله سبحانه، وأن فيه ذلة بأيّ نوع كان {والذين عَمِلُواْ السيئات} أي: سيئة كانت {ثُمَّ تَابُواْ} عنها {مِن بَعْدِ} عملها {وَءامَنُواْ} بالله {إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا} أي: من بعد هذه التوبة، أو من بعد عمل هذه السيئات التي قد تاب عنها فاعلها وآمن بالله {لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي: كثير الغفران لذنوب عباده وكثير الرحمة لهم.
قوله: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغضب} أصل السكوت: السكون والإمساك، يقال جرى الوادي ثلاثاً ثم سكن، أي أمسك عن الجري. قيل هذا مثل كأن الغضب كان يغريه على ما فعل، ويقول له: قل لقومك كذا، وألق الألواح، وجرّ برأس أخيك، فترك الإغراء وسكت. وقيل: هذا الكلام فيه قلب، والأصل: سكت موسى عن الغضب، كقولهم أدخلت الإصبع الخاتم، والخاتم الإصبع. وأدخلت القلنسوة رأسي، ورأسي القلنسوة. وقرأ معاوية ابن قرّة {ولما سكن عن موسى الغضب}. وقرئ: {سكت وأسكت}
{أَخَذَ الألواح} التي ألقاها عند غضبه {وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ} النسخ نقل ما في كتاب إلى كتاب آخر. ويقال للأصل الذي كان النقل منه نسخة، وللمنقول نسخة أيضاً. قال القشيري: والمعنى {وَفِى نُسْخَتِهَا} أي فيما نسخ من الألواح المتكسرة، ونقل إلى الألواح الجديدة {هُدًى وَرَحْمَةً}. وقيل المعنى: وفيما نسخ له منها، أي من اللوح المحفوظ. وقيل المعنى: وفيما كتب له فيها هدى ورحمة، فلا يحتاج إلى أصل ينقل عنه، وهذا كما يقال أنسخ ما يقول فلان، أي أثبته في كتابك. والنسخة فعلة، بمعنى مفعولة كالخطبة.
والهدى ما يهتدون به من الأحكام، والرحمة ما يحصل لهم من الله عند عملهم بما فيها من الرحمة الواسعة. واللام في {لّلَّذِينَ هُمْ} متعلقة بمحذوف، أي كائنة لهم أو لأجلهم، واللام في {لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ} للتقوية للفعل، لما كان مفعوله متقدّماً عليه، فإنه يضعف بذلك بعض الضعف.
وقد صرح الكسائي بأنها زائدة.
وقال الأخفش: هي لام الأجل، أي لأجل ربهم يرهبون.
وقال محمد بن يزيد المبرد: هي متعلقة بمصدر الفعل المذكور، والتقدير: للذين هم رهبتهم لربهم يرهبون.
وقد أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن أيوب، قال: تلا أبو قلابة هذه الآية {إِنَّ الذين اتخذوا العجل} إلى قوله: {وكذلك نَجْزِى المفترين} قال: هو جزاء كل مفتر، يكون إلى يوم القيامة أن يذله الله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس، قال: أعطى موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد، فيها تبيان لكل شيء وموعظة. ولما جاء فرأى بني إسرائيل عكوفاً على العجل رمى التوراة من يده فتحطمت، وأقبل على هارون فأخذ برأسه، فرفع الله منها ستة أسباع وبقي سبع {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ مُّوسَى الغضب أَخَذَ الألواح وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ} قال: فيما بقي منها.
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد، أو سعيد بن جبير، قال: كانت الألواح من زمرّد، فلما ألقاها موسى ذهب التفصيل، وبقي الهدى والرحمة، وقرأ: {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء} وقرأ: {ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة} قال: ولم يذكر التفصيل هاهنا.


قوله: {واختار موسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لميقاتنا} هذا شروع في بيان ما كان من موسى، ومن القوم الذين اختارهم، وسبعين مفعول {اختار} وقومه منصوب بنزع الخافض، أي من قومه على الحذف والإيصال، ومثله قوله الراعي:
اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم *** واعتل من كان يرجى عنده السول
يريد اخترتك من الناس، ومعنى {لميقاتنا} للوقت الذي وقتناه له، بعد أن وقع من قومه ما وقع. والميقات الكلام الذي تقدم ذكره، لأن الله أمره أن يأتي إلى الطول في ناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه سبحانه من عبادة العجل، كذا قيل. والرجفة في اللغة: الزلزلة الشديدة. قيل: إنهم زلزلوا حتى ماتوا، فلما رأى موسى أخذ الرجفة لهم: {قَالَ رَبّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مّن قَبْلُ وإياى} قاله عليه السلام تحسراً وتلهفاً، لأن سبب أخذ الرجفة لهم ما حكى الله عنهم من قولهم: {وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصاعقة} [البقرة: 55] على ما تقدّم في البقرة. وقيل: هؤلاء السبعون غير من قالوا: {أَرِنَا الله جَهْرَةً} [النساء: 153] بل أخذتهم الرجفة، بسبب عدم انتهائهم عن عبادة العجل. وقيل: إنهم قوم لم يرضوا بعبادة العجل، ولا نهوا السامريّ ومن معه عن عبادته، فأخذتهم الرجفة بسبب سكوتهم. والمعنى لو شئت إهلاكنا بذنوبنا قبل هذا الوقت اعترافاً منه عليه السلام بالذنب، وتلهفاً على ما فرط من قومه. والاستفهام في قوله: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السفهاء مِنَّا} للجحد، أي لست ممن يفعل ذلك، قاله ثقة منه برحمة الله. والمقصود منه الاستعطاف والتضرّع. وقيل: معناه الدعاء والطلب، أي لا تهلكنا. قال المبرد: المراد بالاستفهام استفهام الإعظام كأنه يقول: لا تهلكنا وقد علم موسى أنه لا يهلك أحد بذنب غيره. ولكنه كقول عيسى: {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118]. وقيل المراد بالسفهاء: السبعون، والمعنى: أتهلك بني إسرائيل بما فعل هؤلاء السفهاء في قولهم {أَرِنَا الله جَهْرَةً} [النساء: 153]. وقيل المراد بهم: السامري وأصحابه.
قوله: {إِنْ هِىَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ} أي ما الفتنة التي وقع فيها هؤلاء السفهاء إلا فتنتك التي تختبر بها من شئت، وتمتحن بها من أردت. ولعله عليه السلام استفاد هذا من قوله سبحانه: {فإنا قد فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ} [طه: 85] {تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِى مَن تَشَاء} أي تضلّ بهذه الفتنة من تشاء من عبادك وتهدي بها من تشاء منهم، ومثله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [هود: 7]، ثم رجع إلا الاستعطاف والدعاء فقال: {أَنتَ وَلِيُّنَا} أي المتولي لأمورنا {فاغفر لَنَا} ما أذنبناه {وارحمنا} برحمتك التي وسعت كل شيء {وَأَنتَ خَيْرُ الغافرين} للذنوب.
{واكتب لَنَا فِى هذه الدنيا حَسَنَةً} بتوفيقنا للأعمال الصالحة، أو تفضل علينا بإِفاضة النعم في هذه الدنيا من العافية، وسعة الرزق {وَفِي الآخرة} أي واكتب لنا في الآخرة الجنة بما تجازينا به، أو بما تتفضل به علينا من النعيم في الآخرة.
وجملة {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} تعليل لما قبلها من سؤال المغفرة، والرحمة، والحسنة، في الدنيا وفي الآخرة، أي: إنا تبنا إليك ورجعنا عن الغواية التي وقعت من بني إسرائيل. والهود: التوبة.
وقد تقدّم في البقرة.
وجملة: {قَالَ عَذَابِى أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء} مستأنفة كنظائرها فيما تقدّم. قيل المراد بالعذاب هنا: الرجفة. وقيل: أمره سبحانه لهم بأن يقتلوا أنفسهم، أي ليس هذا إليك يا موسى، بل ما شئت كان، وما لم أشأ لم يكن. والظاهر أن العذاب هنا يندرج تحته كل عذاب، ويدخل فيه عذاب هؤلاء دخولاً أوّلياً. وقيل المراد: من أشاء من المستحقين للعذاب، أو من أشاء أن أضله وأسلبه التوفيق {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَئ}: من الأشياء من المكلفين وغيرهم. ثم أخبر سبحانه أنه سيكتب هذه الرحمة الواسعة {لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الذنوب {وَيُؤْتُونَ الزكواة} المفروضة عليهم {والذين هُم بئاياتنا يُؤْمِنُونَ} أي يصدّقون بها ويذعنون لها.
ثم بين سبحانه هؤلاء الذين كتب لهم هذه الرحمة، ببيان أوضح مما قبله وأصرح فقال: {الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبى الأمى} وهو محمد عليه الصلاة والسلام، فخرجت اليهود والنصارى وسائر الملل. والأمي: إما نسبة إلى الأمة الأمية التي لا تكتب ولا تحسب، وهم العرب، أو نسبة إلى الأم. والمعنى أنه باق على حالته التي ولد عليها لا يكتب ولا يقرأ المكتوب؛ وقيل نسبة إلى أمّ القرى، وهي مكة.
{الذي يجدونه} يعني: اليهود والنصارى، أي يجدون نعته {مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التوراة والإنجيل} وهما مرجعهم في الدين. وهذا الكلام منه سبحانه مع موسى هو قبل نزول الإنجيل فهو من باب الإخبار بما سيكون. ثم وصف هذا النبيّ الذي يجدونه كذلك بأنه يأمر بالمعروف، أي بكل ما تعرفه القلوب، ولا تنكره من الأشياء التي هي من مكارم الأخلاق {وينهاهم عَنِ المنكر} أي ما تنكره القلوب ولا تعرفه. وهو ما كان من مساوئ الأخلاق. قيل: إن قوله: {يَأْمُرُهُم بالمعروف} إلى قوله: {أُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون} كلام يتضمن تفصيل أحكام الرحمة التي وعد بها. ذكر معناه الزجاج. وقيل: هو في محل نصب على الحال من النبيّ. وقيل: هو مفسر لقوله: {مَكْتُوبًا}.
قوله: {يَحِلَّ لَهُمُ الطيبات} أي المستلذات. وقيل: يحلّ لهم ما حرّم عليهم من الأشياء التي حرّمت عليهم بسبب ذنوبهم {وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الخبئث} أي المستخبئات كالحشرات والخنازير {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} الإصر الثقل، أي يضع عنهم التكاليف الشاقة الثقيلة.
وقد تقدّم بيانه في البقرة [الآية: 286].
{والأغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ} أي ويضع عنهم الأغلال التي كانت عليهم. الأغلال مستعارة للتكاليف الشاقة التي كانوا قد كلفوها {فالذين ءامَنُواْ بِهِ} أي بمحمد صلى الله عليه وسلم {واتبعوه} فيما جاء به من الشرائع {وَعَزَّرُوهُ} أي عظموه ووقروه، قاله الأخفش. وقيل: معناه منعوه من عدوّه، وأصل العزر: المنع، وقرأ الجحدريّ {وعزروه} بالتخفيف {ونصروه} أي قاموا بنصره على من يعاديه {واتبعوا النور الذى أُنزِلَ مَعَهُ} أي اتبعوا القرآن الذي أنزل عليه مع نبوّته. وقيل المعنى: واتبعوا القرآن المنزل إليه مع اتباعه بالعمل بسنته، مما يأمر به وينهى عنه، أو اتبعوا القرآن مصاحبين له في اتباعه، والإشارة ب {أولئك} إلى المتصفين بهذه الأوصاف {هُمُ المفلحون} الفائزون بالخير والفلاح لا غيرهم من الأمم.
وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {واختار موسى قَوْمَهُ} الآية. قال كان الله أمره أن يختار من قومه سبعين رجلاً، فاختار سبعين رجلاً فبرز بهم ليدعوا ربهم، فكان فيما دعوا الله أن قالوا: اللهم أعطنا مالم تعط أحداً من قبلنا ولا تعطه أحداً بعدنا، فكره الله ذلك من دعائهم، فأخذتهم الرجفة. {قَالَ} موسى {رَبّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مّن قَبْلُ} {إِنْ هِىَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ} يقول: إن هي إلا عذابك تصيب به من تشاء وتصرفه عمن تشاء.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد {لميقاتنا} قال: لتمام الموعد، وفي قوله: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرجفة} قال: ماتوا ثم أحياهم.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأبو الشيخ، عن أبي العالية، في قوله: {إن هي إلا فتنتك} قال: بليتك.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {إن هي إلا فتنتك} قال: مشيئتك.
وأخرج عبد بن حميد، وأبو الشيخ، عن ابن عباس، قال: إن السبعين الذين اختارهم موسى من قومه، إنما أخذتهم الرجفة، لأنهم لم يرضوا بالعمل ولم ينهوا عنه.
وأخرج سعيد بن منصور، عنه، في قوله: {واكتب لَنَا فِى هذه الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة} فلم يعطها موسى {قَالَ عَذَابِى أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء} إلى قوله: {المفلحون}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة، في قوله: {واكتب لَنَا فِى هذه الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة} قال: فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طرق، عن ابن عباس، في قوله: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} قال تبنا إليك.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير، مثله.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن أبي وجزة السعدي، وكان من أعلم الناس بالعربية قال: لا والله ما أعلمها في كلام العرب {هدنا}؛ قيل فكيف قال: {هدنا} بكسر الهاء، يقول: مِلنا.
وأخرج عبد الرزاق، وأحمد في الزهد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن الحسن وقتادة، في قوله: {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَئ} قال: وسعت رحمته في الدنيا البرّ والفاجر، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة.
وأخرج مسلم وغيره، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق. وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة».
وأخرج نحوه أحمد، وأبو داود، والطبراني، والحاكم، والضياء المقدسي، من حديث جندب بن عبد الله العجلي.
وأخرج أبو الشيخ، عن السدي قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَئ} قال إبليس: وأنا من الشيء. فنسخها الله، فنزلت: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، عن ابن جريج، قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَئ} قال إبليس: أنا من الشيء، قال الله تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزكاة} قالت اليهود: فنحن نتقي ونؤتي الزكاة، قال الله: {الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبى الأمى} فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود، وجعلها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وأبو الشيخ، عن قتادة نحوه.
وأخرج البزار في مسنده، وابن المنذر، وابن مردويه، عن ابن عباس، قال: سأل موسى ربه مسئلة فأعطاها محمداً. قوله: {واختار موسى قَوْمَهُ} إلى قوله: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} فأعطى محمداً كل شيء سأل موسى ربه في هذه الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عنه، في قوله: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} قال: كتبها الله لهذه الأمة.
وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال: يتقون الشرك.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن النخعي في قوله: {النبى الأمى} قال: كان لا يقرأ ولا يكتب.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة، في الآية قال: هو نبيكم صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يكتب.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة، في قوله: {الذى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ} قال: يجدون نعته وأمره ونبوّته مكتوباً عندهم.
وأخرج ابن سعد، والبخاري، والبيهقي في الدلائل، عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: «ياأيها النبيّ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا تجزى بالسيئة السيئة، ولكن تعفو وتصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً».
وأخرج ابن سعيد، والدارمي في مسنده، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر، عن عبد الله بن سلام مثله.
وقد روي نحو هذا مع اختلاف في بعض الألفاظ، وزيادة في بعض، ونقص في بعض عن جماعة.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج، في قوله: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطيبات} قال: الحلال {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ والأغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ} قال: التثقيل الذي كان في دينهم.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس، في قوله: {وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الخبآئث} قال: كلحم الخنزير والربا، وما كانوا يستحلونه من المحرّمات من المآكل التي حرمها الله، وفي قوله: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ والأغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ} قال: هو ما كان الله أخذ عليهم من الميثاق فيما حرّم عليهم.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير، في قوله: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} قال: ما غلظ على بني إسرائيل من قرض البول من جلودهم إذا أصابهم ونحوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {وَعَزَّرُوهُ} يعني: عظموه ووقروه.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12